ذكَّرنى أسلوب الغطرسة الذى استخدمه المتحدثون الرسميون الإسرائيليون فى محطات التليفزيون العالمية للتعليق على جريمة اقتحام سفن قافلة الإغاثة الدولية فى المياه الدولية بحالة جنون العظمة التى سيطرت على القادة الإسرائيليين فى أعقاب معركة يونيو ١٩٦٧.
قال أحدهم فى تحد، واسمه أوفير جلدمان، إن ما حدث هو جزاء كل من يحاول استفزاز إسرائيل، فجاء هذا القول استكمالاً لحالة الزهو الإمبراطورى الجديد الذى تحاول حكومة اليمين الإسرائيلية تأكيده بتهديد إيران وسوريا وحزب الله حينا، وبالتدخل ضد المصالح المصرية فى دول منبع حوض النيل حيناً آخر، وبالتحدى المباشر لإدارة أوباما حينا ثالثاً. أعتقد أن قراءة تاريخ حالة سابقة لجنون العظمة الإسرائيلى فور معركة ١٩٦٧ تشير إلى الطريق الذى تنكسر فيه الأسطورة المجنونة، أسطورة الجيش الذى لا يقهر.
مازلت أذكر الصيحة التى أطلقها فى وجهى بعد تلك المعركة شاعرنا الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، وكنا لانزال شباباً يافعين. قال لى: «خلاص عرفنا إن إسرائيل كيان تابع للإمبريالية العالمية. الآن نحتاج- لكى نهزمهم- إلى معرفة هذا المجتمع من الداخل، نريد أن نعرف كيف يفكرون وكيف يشعرون ويتفاعلون، أريد أن ألمس أعمدة شعرهم لأرى كيف يعبرون عن حزنهم وفرحهم».
وافقت صاحبنا الشاعر على مطلبه وتحولت من دراسة الديانة اليهودية فى الماجستير إلى دراسة أدب الحرب الإسرائيلى المعاصر سائراً على منهج دراسة مجتمع العدو عن بعد من خلال النصوص الأدبية، وهو المنهج الذى أرساه أساتذة الأدب اليابانى فى الجامعات الأمريكية بعد الهجوم اليابانى على ميناء بيرل هاربور الأمريكى لدراسة الشخصية اليابانية عن بعد.
فى الأسابيع الماضية سجلت هنا تفاعلات الأدب الإسرائيلى مع مقدمات حرب الاستنزاف المصرية فى معركة إغراق المدمرة إيلات التى دخلت حالة جنون العظمة، فراحت تقتحم المياه الإقليمية المصرية فى حالة استعراض مجنون بالعظمة.
إن التماسك الذى أظهرته الشخصية المصرية فى مواجهة الهزيمة انعكس على كل مصرى فى موقعه، وسرعان ما تبلور فى سلسلة ضربات تواصلت رغم خسة الضربات الإسرائيلية التى وُجهت إلى مدارس الأطفال والمنشآت المدنية.
كان مطلوباً أن نعرف مدى تأثير ضرباتنا على الجانب الآخر وعلى الأسطورة وعلى مشاعر جنون العظمة التى وصلت بالضباط الإسرائيليين الكبار إلى تربية الفهود فى بيوتهم بدلاً من الكلاب الأليفة تشبها بقادة الرومان الذين أنشأوا إمبراطورية مترامية.
كنا أيضاً نريد أن نعرف بدقة السمات الفعلية لـ(العبرى الجديد) وهو الهدف الذى سعت الصهيونية إلى تحقيقه منذ نشأتها فى نهاية القرن التاسع عشر، فلقد اعترف فلاسفة الصهيونية بأنهم يبدأون مشروعهم من نقطة ضعف شديدة وهى شخصية اليهودى الذليل الجبان الذى عاش فى أوروبا وتعرض للإذلال من المجتمع الأوروبى المسيحى لدرجة إلزامه بوضع طوق خشبى ثقيل حول عنقه عند الخروج من البيت لتمييزه عن السادة الأوروبيين المسيحيين.
لم يجد فلاسفة الصهيونية غضاضة فى القول الصريح بأن صورة اليهودى الأحدب المنحنى الشهيرة ناتجة عن هذا الطوق الذى أحنى الظهور وأذل الأعناق، ومن هنا انطلقوا إلى تصميم صورة (العبرى الجديد) على الورق لتكون نقيضاً لصوره المذلة ولذا أرادوا تكوين جيل جديد لا يعرف الذل بل الكبرياء، ولا يعرف الجبن بل الفتك والإقدام، ولا يعرف التردد والخوف بل الجرأة والمبادرة إلى القتل.
كان هذا هو النموذج النظرى على الورق للعبرى الجديد، وكان علينا ونحن نخوض معركة التحرير أن نضع أيدينا على النماذج الحية من الضباط والجنود الإسرائيليين لنعرف مدى اقترابها أو ابتعادها عن هذا النموذج الخيالى. وكانت هناك وسيلتان لذلك، الأولى: عمليات اقتحام خط بارليف من جانب قواتنا وأسر مجموعات من الضباط والجنود أثناء حرب الاستنزاف.
والثانية: دراسة سمات الشخصية واستجاباتها من خلال الأعمال الأدبية المتفاعلة مع الواقع الملموس فى أرض المعركة. لقد لاحظت وأنا أجمع مئات القصص والقصائد الإسرائيلية فى اللغة العبرية أن هناك جواً عاماً مسيطراً لا يعكس تفاؤلاً ولا يتماشى مع ما تبثه آلة التوجيه المعنوى الإسرائيلى من أفكار ومشاعر الثقة المطلقة والتفوق العسكرى، فقد كانت الأعمال الأدبية تعكس مشاعر القلق من تصاعد الهجمات المصرية على خط القناة وتفصح عن مشاعر الحزن لتزايد تساقط الضحايا رغم وجودهم خلف تحصينات منيعة.
كذلك كانت أعمدة الشعر تنضح بأشواق الأمان الذى أصبح مفقوداً وكانت سطور القصص تفيض بالدمع ومشاعر الخوف. إجمالاً كان من الواضح أن السرعة التى استردت بها قواتنا المسلحة توازنها بعد هزيمة يونيو القاسية قد فعلت فعلها فلم يهنأ القصاصون والشعراء فى إسرائيل بمشاعر النصر والزهو إلا شهوراً قليلة، بعدها وقفت مصر شامخة تتحدث عن نفسها ببسالة أبنائها.
بالطبع لقد بلغت هذه الحالة من الانكسار النفسى السريع لدى الأدباء أوجها مع اندلاع حرب أكتوبر ١٩٧٣ وهو ما دفع بعض النقاد إلى توجيه لوم شديد إلى الأدباء لسقوطهم فى وهاد الحيرة والارتباك.
يقول الناقد «ى. ميخالى»: «لقد أدت الحرب إلى حالة من الارتباك الشديد وهو ارتباك ينسحب على الأدباء كذلك غير أنه لابد أن نقرر أن الحائرين المرتبكين ليس فى مقدورهم أن يكونوا هداة أو مرشدين للحائرين الآخرين.
إن الأدباء مازالوا مستمرين فى إظهار استجاباتهم تجاه الأحداث التى وقعت كل حسب وجهة نظره.. وبينهم قلة تجاهد لكى تشجع الشعب وتؤازره فى محنته.. غير أن هناك فى الوقت نفسه آخرين عديدين يضيفون أحزاناً على أحزان.
لقد اهتزت ثقتهم اهتزازاً شديداً فراحوا يزرعون اليأس حولنا، الأمر الذى ينطوى على خطر شديد، يهدد مستقبلنا».. (عل همشمار ٥/٤/١٩٧٤). إن هذا اللوم للأدباء من جانب الناقد يحاول دفع الأدب إلى التماسك فى مواجهة انكسار أسطورة الجيش الذى لا يقهر بسرعة على الأرض وفى أفكار الإسرائيليين ومشاعرهم بسرعة فائقة.
لنأخذ بعض النماذج من القصائد التى نشرت فى فترة حرب الاستنزاف. يقول الشاعر إسحق شاليف عام ١٩٧٠ فى قصيدة بعنوان (صلاة على المصابين): «رب الأجساد الساكنة فى أسرتها مجمدة دون برد.. مكبلة دونما قيود.. رب الشباب الذى قضى عليه بالنضوج فوق الكراسى المتحركة.. رب الشبان الذين قضى عليهم بالموت فى قبر هو مرقدهم وتحت نصب هو لحافهم.. قل لهم يا رب على الأقل كلمة وامنحهم الغفران».
أما الشاعرة شوشانة بيلوس فتقول فى قصيدة بعنوان (ضيق عابر) عام ١٩٦٨ فى صور كاشفة عن انكسار مشاعر الزهو بالانتصار: «سلام أيها الفرح السليب.. شمس تجاهد أن تضىء عبر زجاج قاتم اللون يكسوه الغبار، طفولة أمدها قصير. أيام عديدة مليئة بانكسار القلب.. بالمرارة.. تحل بالأحزان. أما قليل الكمال.. قليل التمام.. فمخالف لهذه الأيام.. إنه كالضياء الذى فجأة فوق الربى.. ينطوى ويتبدد قبل حلول الظلام».
ومن القصائد التى تصور حالة التيه والارتباك والمخاوف قصيدة للشاعرة حدفاه هركابى تحت عنوان (ثلاث قصائد) تقول: «صمت ووجل شارع متوهج ضار.. كغريب عن الوعى خرج. قمر ذبيح يلامس جسدى.. فجأة يتحول فأراه معولاً معلقاً مشحوذاً يبرق. الطفل فى حضنى مقرور مبلل وتداعى الأصوات. دعيه فى الزاوية. غطيه بالرداء وصدى يبتلعه صدى لكن، هيا، انتظرى».
لقد لاحظت أن البعض ينظر بإعجاب إلى قدرة بعض الشعوب الأخرى على تجاوز الهزيمة والانتفاض بسرعة من مشاعر اليأس ولعل هذه السلسلة من المقالات التى بدأناها بمقال عن أدب الحرب الإسرائيلى وإغراق المدمرة إيلات فى ٢١/١٠/١٩٦٧، تكشف لهذا البعض منا أن فى تجاربنا التاريخية القريبة والبعيدة نماذج دالة على صلابة هذا الشعب وقدرته الهائلة على تجاوز الهزيمة وإجبار الظلمة على أن ترحل واستيلاء النور من رحمها، وأنه يستحق إعجابنا وهو أولى به، بأن نهيئ له الطرق إلى النصر فى معارك البناء والتنمية والعدالة الاجتماعية ومعارك الحفاظ على حدودنا ومصالحنا الحيوية فى الخارج على حد سواء.
قال أحدهم فى تحد، واسمه أوفير جلدمان، إن ما حدث هو جزاء كل من يحاول استفزاز إسرائيل، فجاء هذا القول استكمالاً لحالة الزهو الإمبراطورى الجديد الذى تحاول حكومة اليمين الإسرائيلية تأكيده بتهديد إيران وسوريا وحزب الله حينا، وبالتدخل ضد المصالح المصرية فى دول منبع حوض النيل حيناً آخر، وبالتحدى المباشر لإدارة أوباما حينا ثالثاً. أعتقد أن قراءة تاريخ حالة سابقة لجنون العظمة الإسرائيلى فور معركة ١٩٦٧ تشير إلى الطريق الذى تنكسر فيه الأسطورة المجنونة، أسطورة الجيش الذى لا يقهر.
مازلت أذكر الصيحة التى أطلقها فى وجهى بعد تلك المعركة شاعرنا الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، وكنا لانزال شباباً يافعين. قال لى: «خلاص عرفنا إن إسرائيل كيان تابع للإمبريالية العالمية. الآن نحتاج- لكى نهزمهم- إلى معرفة هذا المجتمع من الداخل، نريد أن نعرف كيف يفكرون وكيف يشعرون ويتفاعلون، أريد أن ألمس أعمدة شعرهم لأرى كيف يعبرون عن حزنهم وفرحهم».
وافقت صاحبنا الشاعر على مطلبه وتحولت من دراسة الديانة اليهودية فى الماجستير إلى دراسة أدب الحرب الإسرائيلى المعاصر سائراً على منهج دراسة مجتمع العدو عن بعد من خلال النصوص الأدبية، وهو المنهج الذى أرساه أساتذة الأدب اليابانى فى الجامعات الأمريكية بعد الهجوم اليابانى على ميناء بيرل هاربور الأمريكى لدراسة الشخصية اليابانية عن بعد.
فى الأسابيع الماضية سجلت هنا تفاعلات الأدب الإسرائيلى مع مقدمات حرب الاستنزاف المصرية فى معركة إغراق المدمرة إيلات التى دخلت حالة جنون العظمة، فراحت تقتحم المياه الإقليمية المصرية فى حالة استعراض مجنون بالعظمة.
إن التماسك الذى أظهرته الشخصية المصرية فى مواجهة الهزيمة انعكس على كل مصرى فى موقعه، وسرعان ما تبلور فى سلسلة ضربات تواصلت رغم خسة الضربات الإسرائيلية التى وُجهت إلى مدارس الأطفال والمنشآت المدنية.
كان مطلوباً أن نعرف مدى تأثير ضرباتنا على الجانب الآخر وعلى الأسطورة وعلى مشاعر جنون العظمة التى وصلت بالضباط الإسرائيليين الكبار إلى تربية الفهود فى بيوتهم بدلاً من الكلاب الأليفة تشبها بقادة الرومان الذين أنشأوا إمبراطورية مترامية.
كنا أيضاً نريد أن نعرف بدقة السمات الفعلية لـ(العبرى الجديد) وهو الهدف الذى سعت الصهيونية إلى تحقيقه منذ نشأتها فى نهاية القرن التاسع عشر، فلقد اعترف فلاسفة الصهيونية بأنهم يبدأون مشروعهم من نقطة ضعف شديدة وهى شخصية اليهودى الذليل الجبان الذى عاش فى أوروبا وتعرض للإذلال من المجتمع الأوروبى المسيحى لدرجة إلزامه بوضع طوق خشبى ثقيل حول عنقه عند الخروج من البيت لتمييزه عن السادة الأوروبيين المسيحيين.
لم يجد فلاسفة الصهيونية غضاضة فى القول الصريح بأن صورة اليهودى الأحدب المنحنى الشهيرة ناتجة عن هذا الطوق الذى أحنى الظهور وأذل الأعناق، ومن هنا انطلقوا إلى تصميم صورة (العبرى الجديد) على الورق لتكون نقيضاً لصوره المذلة ولذا أرادوا تكوين جيل جديد لا يعرف الذل بل الكبرياء، ولا يعرف الجبن بل الفتك والإقدام، ولا يعرف التردد والخوف بل الجرأة والمبادرة إلى القتل.
كان هذا هو النموذج النظرى على الورق للعبرى الجديد، وكان علينا ونحن نخوض معركة التحرير أن نضع أيدينا على النماذج الحية من الضباط والجنود الإسرائيليين لنعرف مدى اقترابها أو ابتعادها عن هذا النموذج الخيالى. وكانت هناك وسيلتان لذلك، الأولى: عمليات اقتحام خط بارليف من جانب قواتنا وأسر مجموعات من الضباط والجنود أثناء حرب الاستنزاف.
والثانية: دراسة سمات الشخصية واستجاباتها من خلال الأعمال الأدبية المتفاعلة مع الواقع الملموس فى أرض المعركة. لقد لاحظت وأنا أجمع مئات القصص والقصائد الإسرائيلية فى اللغة العبرية أن هناك جواً عاماً مسيطراً لا يعكس تفاؤلاً ولا يتماشى مع ما تبثه آلة التوجيه المعنوى الإسرائيلى من أفكار ومشاعر الثقة المطلقة والتفوق العسكرى، فقد كانت الأعمال الأدبية تعكس مشاعر القلق من تصاعد الهجمات المصرية على خط القناة وتفصح عن مشاعر الحزن لتزايد تساقط الضحايا رغم وجودهم خلف تحصينات منيعة.
كذلك كانت أعمدة الشعر تنضح بأشواق الأمان الذى أصبح مفقوداً وكانت سطور القصص تفيض بالدمع ومشاعر الخوف. إجمالاً كان من الواضح أن السرعة التى استردت بها قواتنا المسلحة توازنها بعد هزيمة يونيو القاسية قد فعلت فعلها فلم يهنأ القصاصون والشعراء فى إسرائيل بمشاعر النصر والزهو إلا شهوراً قليلة، بعدها وقفت مصر شامخة تتحدث عن نفسها ببسالة أبنائها.
بالطبع لقد بلغت هذه الحالة من الانكسار النفسى السريع لدى الأدباء أوجها مع اندلاع حرب أكتوبر ١٩٧٣ وهو ما دفع بعض النقاد إلى توجيه لوم شديد إلى الأدباء لسقوطهم فى وهاد الحيرة والارتباك.
يقول الناقد «ى. ميخالى»: «لقد أدت الحرب إلى حالة من الارتباك الشديد وهو ارتباك ينسحب على الأدباء كذلك غير أنه لابد أن نقرر أن الحائرين المرتبكين ليس فى مقدورهم أن يكونوا هداة أو مرشدين للحائرين الآخرين.
إن الأدباء مازالوا مستمرين فى إظهار استجاباتهم تجاه الأحداث التى وقعت كل حسب وجهة نظره.. وبينهم قلة تجاهد لكى تشجع الشعب وتؤازره فى محنته.. غير أن هناك فى الوقت نفسه آخرين عديدين يضيفون أحزاناً على أحزان.
لقد اهتزت ثقتهم اهتزازاً شديداً فراحوا يزرعون اليأس حولنا، الأمر الذى ينطوى على خطر شديد، يهدد مستقبلنا».. (عل همشمار ٥/٤/١٩٧٤). إن هذا اللوم للأدباء من جانب الناقد يحاول دفع الأدب إلى التماسك فى مواجهة انكسار أسطورة الجيش الذى لا يقهر بسرعة على الأرض وفى أفكار الإسرائيليين ومشاعرهم بسرعة فائقة.
لنأخذ بعض النماذج من القصائد التى نشرت فى فترة حرب الاستنزاف. يقول الشاعر إسحق شاليف عام ١٩٧٠ فى قصيدة بعنوان (صلاة على المصابين): «رب الأجساد الساكنة فى أسرتها مجمدة دون برد.. مكبلة دونما قيود.. رب الشباب الذى قضى عليه بالنضوج فوق الكراسى المتحركة.. رب الشبان الذين قضى عليهم بالموت فى قبر هو مرقدهم وتحت نصب هو لحافهم.. قل لهم يا رب على الأقل كلمة وامنحهم الغفران».
أما الشاعرة شوشانة بيلوس فتقول فى قصيدة بعنوان (ضيق عابر) عام ١٩٦٨ فى صور كاشفة عن انكسار مشاعر الزهو بالانتصار: «سلام أيها الفرح السليب.. شمس تجاهد أن تضىء عبر زجاج قاتم اللون يكسوه الغبار، طفولة أمدها قصير. أيام عديدة مليئة بانكسار القلب.. بالمرارة.. تحل بالأحزان. أما قليل الكمال.. قليل التمام.. فمخالف لهذه الأيام.. إنه كالضياء الذى فجأة فوق الربى.. ينطوى ويتبدد قبل حلول الظلام».
ومن القصائد التى تصور حالة التيه والارتباك والمخاوف قصيدة للشاعرة حدفاه هركابى تحت عنوان (ثلاث قصائد) تقول: «صمت ووجل شارع متوهج ضار.. كغريب عن الوعى خرج. قمر ذبيح يلامس جسدى.. فجأة يتحول فأراه معولاً معلقاً مشحوذاً يبرق. الطفل فى حضنى مقرور مبلل وتداعى الأصوات. دعيه فى الزاوية. غطيه بالرداء وصدى يبتلعه صدى لكن، هيا، انتظرى».
لقد لاحظت أن البعض ينظر بإعجاب إلى قدرة بعض الشعوب الأخرى على تجاوز الهزيمة والانتفاض بسرعة من مشاعر اليأس ولعل هذه السلسلة من المقالات التى بدأناها بمقال عن أدب الحرب الإسرائيلى وإغراق المدمرة إيلات فى ٢١/١٠/١٩٦٧، تكشف لهذا البعض منا أن فى تجاربنا التاريخية القريبة والبعيدة نماذج دالة على صلابة هذا الشعب وقدرته الهائلة على تجاوز الهزيمة وإجبار الظلمة على أن ترحل واستيلاء النور من رحمها، وأنه يستحق إعجابنا وهو أولى به، بأن نهيئ له الطرق إلى النصر فى معارك البناء والتنمية والعدالة الاجتماعية ومعارك الحفاظ على حدودنا ومصالحنا الحيوية فى الخارج على حد سواء.
السبت 07 نوفمبر 2015, 3:30 pm من طرف alimaza
» جسر سان فرانسيسكو-أوكلاند
الخميس 18 سبتمبر 2014, 10:36 pm من طرف مؤسس المنتدى
» هندسة - الصف الثاني الاعدادي - مراجعة عامة الجزء الثاني
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:44 pm من طرف مؤسس المنتدى
» توابع خسارة السوبر .. 3 دقائق "نفسنة" زملكاوية علي الأهلي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:38 pm من طرف مؤسس المنتدى
» 19 سبتمبر
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:16 pm من طرف مؤسس المنتدى
» دفتر اليومية الامريكي مصمم بواسطة برنامج ال Excel بالعربي والانجليزي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:11 pm من طرف مؤسس المنتدى
» اكبر عضو فى جسم الانسان
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:18 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا ماء الاذن مر وماء العين مالح وماء الفم عذب
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:15 pm من طرف mohamed khafagy
» اذا قرصت نمله لاتقتلها بل اشكرها
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:06 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا تهاجر الطيور على شكل سبعه
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:03 pm من طرف mohamed khafagy
» خطورة إبقاء نصف بصلة في الثلاجة!
الخميس 20 ديسمبر 2012, 6:59 pm من طرف mohamed khafagy
» اتفاق مبدئي بين الداخلية واتحاد الكرة على عودة الدوري 24 أغسطس
الجمعة 19 أكتوبر 2012, 4:15 pm من طرف سيد النشار
» اتحاد الكرة يؤكد عودة الدوري في موعده المحدد
الأحد 15 يوليو 2012, 1:34 pm من طرف mohamed khafagy
» وزارة الداخلية ترفض عودة الدوري
الأحد 15 يوليو 2012, 1:26 pm من طرف mohamed khafagy
» حمادة طلبة يوقع للزمالك الأحد واحتمالات لمشاركته أمام الأهلي
الأحد 15 يوليو 2012, 1:24 pm من طرف mohamed khafagy