يشير الدكتور رمضان إلى أنّ العرب قد اقتبستْ خطّها من النبط نظرا للاتصال المباشر بهم في أثناء رحلاتهم المتواصلة إلى الشام فيمرّون عليهم بديارهم في البتراء والحجر والعلا .
وقد شاع هذا الخط بين الحجازيين أولا، وقد كانت الألف في أصل الخط النبطي هي في الهمزة ولكن الموثقة، وإن الحجازيين لا يهمزون فنجد أن رمز الهمزة القديم كان الألف،لم يكن يستخدم إلا في الكلمات المهموزة أو الكلمة مثل أحمد,أسد أو إذا كانت مفتوحة وقبلها مفتوح مثل :سأل
أما في غيرها فكان يترتب على تركهم الهمزة وكانت طويلة أو أصوات 0
لما جاء القرآن بتحقيق الهمزة على لهجة بني تميم ,أراد الخليل بن أحمد أن يجعل الخط العربي مطابقٌ لنطق العربية فوضع رمز الهمزة الذي نستخدمه اليوم ولم يكن معروفا في الكتابة العربية من قبل , وقد اقتطعه من رأس العين ولذلك يسمى (القطعة) ولعل ذلك يرجع لقرب الهمزة من العين في المخرج .
فالخليل إذن هو أول من وضع الهمزة وقد ابتكر هذا الرمز للهمزة لأنه لم يشأ أن يغير الرسم الإملائي فاخترع هذا الرمز الجديد حيث وجه له حاملا في (سأل) (وملأ) هو الألف وفي (بئر) و(أفئدة)الياء وفي (يؤمن) الواو وفي (سماء)لا يوجد حامل فوضعها على السطر،ويُثبت هذا القول ما جاء في النصوص العربية القديمة التي تخلو تماما من رمز الهمزة الذي نعرفه .
وقد رأى الدكتور رمضان أن الخطَّ لو شاع أول الأمر في بيئة حققتِ الهمزة في كلامها كتميم لوجدنا أن الهمزة تصور بصورة الألف دائما في أي موقع في الكلمة كما سبقه بذلك ابن يعين ،واستشهد الدكتور بالعديد من آراء القدماء التي تؤيد صحة ما ذهب إليه.
ثم عرض للحاجة إلى الحركات وتاريخ نشأتها0
...

قراءتي لكتاب مشكلة الهمزة العربية للدكتور رمضان عبد التواب
الفصل الأول:تاريخ الهمزة، في المبحث الأول

ا.هـ

شكرا على هذا المجهود