كان يوم مباراة الأهلى والزمالك يوما مختلفا.. قبل أيام من موعدها يتفق الأصدقاء باختلاف انتماءاتهم على التوجه إلى الاستاد مبكرا لحجز أماكن مميزة. كنا فى صباح اليوم نفسه نشترى التذاكر، ونجدها بسهولة، بينما تذاكر القمة هذه الأيام تطرح قبل موعدها بأيام ولا تجدها بسهولة، وقد لا تجدها أبدا.. كنا نشترى تذاكرنا ولا يهم أولى يمين أو شمال، ولا يهم درجة ثالثة، أيام كانت الثالثة تواجه المقصورة.. لا يهم الموقع. فالمدرجات كلها مخصصة لجماهير الناديين الكبيرين. أنصار الزمالك يجلسون بجوار أنصار الأهلى، فلا تقسيم للجماهير يرسخ القبلية، ويقسم المصريين ويفصل بينهم. كانت جماهير الفريقين يتجاورون ويتناقشون ويتحدثون ويتحدون ويمزحون.. فلا غضب ولا غل ولا كراهية.
فى سنوات الستينيات كان التليفزيون يذيع أغنية الفنانة صباح: «بين الأهلى والزمالك محتارة والله».. وكانت مصر فى ذلك الوقت تبدو كأنها تعيش هذه الحيرة.. ومازالت الأغنية حية حتى اليوم.. إنها تعبر عن عيد القمة الساكن فى وجدان المصريين، تماما مثل «رمضان جانا» لعبد المطلب، و«ياليلة العيد» لأم كلثوم..
نتوجه إلى ملعب الأهلى فى الجزيرة أو ملعب الزمالك فى ميت عقبة قبل أن تنقل مباريات القمة إلى استاد القاهرة، نتوجه فى الصباح، فالمباراة كان موعدها الثالثة، قبل أن يصبح موعدها السادسة أو التاسعة ليلا. نشترى سندوتشات الفول والطعمية، والبرتقال. أما المياه والعصائر وحلوى الأناناس التى ينادى عليها بائعها طوال المباراة فهى بالمدرجات متاحة للجميع.. وندخل الملعب بنظام ونخرج منه بنفس النظام. وكنا نجلس ونراقب نجوم الفن والمجتمع وهم يجلسون بكامل أناقتهم فى المدرجات، فريد شوقى، وفاتن حمامة، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وصباح، وسعاد حسنى.. إنه يوم العيد.
تبدأ المباراة.. تتعالى آهات الإعجاب فالملعب مثل مسرح جميل، واللاعبون هم الممثلون، الذين يعرضون لنا البهجة والمتعة والترويح. وبعض صيحات الغضب التى يعقبها هتاف جماعى خارج للأسف يقول: «شيلوا الرف..(الحكم)..!
يعترض الحضور المحيط بموقع الهتاف.. يعترضون بشدة: «يا جماعة عيب ما يصحش».. !
كان الكابتن لطيف يعلق فى التليفزيون، هو وحده الذى يعلق، قبل أن ينضم إليه الأساتذة الرواد أمثاله. وكان معلقنا الكبير يحرص على تعليمنا قانون كرة القدم، وكان صوته معبرا وجميلا، ويتمتع بخفة ظل وتلقائية.. وهو الذى أدخل اللعبة إلى قلوب الملايين، كما أدخلها التليفزيون إلى عقول المشاهدين.. وكان الكابتن لطيف من أشهر نجوم الزمالك، لكنه شأن هذا الجيل، ينقل مباريات الأهلى والزمالك، فلا يمكن لأحد أن يشك فى موضوعيته وحياده وأمانته الإعلامية.. وأذكر أنه قال يوما قبل بدء مباراة للفريقين: « الكورة معانا.. واحنا اللى هانستر».. يومها مضت الجملة شأن كثير من الجمل التى تمضى بلا حساسية ولا تعليقات ولا حسابات.
كنا ندرك جيدا أن الانتماء قيمة بناءة، وأن الانتماء عصبية وقوة، وليس تعصبا، وكرة القدم تفجر هذا الانتماء وتظهره كنا نتدفق على الملعب فى مجموعات، وفى مواكب. أما خارج الملعب فيسود الصمت والسكون، والسيارات تتوقف مثل ضربات القلب والصمت يحتوى كل شىء. نشجع ونهتف ونغنى بحماس أثناء اللعب وبصوت مثل صوت الرعد، صوت منظم ومنغم ومحفوظ بواسطة قادة وقيادات، نفعل ذلك قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة. لا تهم النتيجة، ولا يهمنا من فاز ومن خسر المهم أننا تحمسنا وشجعنا واستمتعنا. الفائز أو الخاسر، وقد ذهب الحماس والانفعال بذهاب المباراة.. لا شىء يبقى سوى ذكرياتنا عن المباراة..
فى حب مباريات الأهلى والزمالك.. كانت لنا أيام.. لم يكن المجتمع قد لوثته نار الكراهية.. لم يكن شيطان التعصب قد عرف طريقه إلى عقولنا فى ذلك الوقت الذى يبدو بعيدا.. بعيدا.. جدا.
فى سنوات الستينيات كان التليفزيون يذيع أغنية الفنانة صباح: «بين الأهلى والزمالك محتارة والله».. وكانت مصر فى ذلك الوقت تبدو كأنها تعيش هذه الحيرة.. ومازالت الأغنية حية حتى اليوم.. إنها تعبر عن عيد القمة الساكن فى وجدان المصريين، تماما مثل «رمضان جانا» لعبد المطلب، و«ياليلة العيد» لأم كلثوم..
نتوجه إلى ملعب الأهلى فى الجزيرة أو ملعب الزمالك فى ميت عقبة قبل أن تنقل مباريات القمة إلى استاد القاهرة، نتوجه فى الصباح، فالمباراة كان موعدها الثالثة، قبل أن يصبح موعدها السادسة أو التاسعة ليلا. نشترى سندوتشات الفول والطعمية، والبرتقال. أما المياه والعصائر وحلوى الأناناس التى ينادى عليها بائعها طوال المباراة فهى بالمدرجات متاحة للجميع.. وندخل الملعب بنظام ونخرج منه بنفس النظام. وكنا نجلس ونراقب نجوم الفن والمجتمع وهم يجلسون بكامل أناقتهم فى المدرجات، فريد شوقى، وفاتن حمامة، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وصباح، وسعاد حسنى.. إنه يوم العيد.
تبدأ المباراة.. تتعالى آهات الإعجاب فالملعب مثل مسرح جميل، واللاعبون هم الممثلون، الذين يعرضون لنا البهجة والمتعة والترويح. وبعض صيحات الغضب التى يعقبها هتاف جماعى خارج للأسف يقول: «شيلوا الرف..(الحكم)..!
يعترض الحضور المحيط بموقع الهتاف.. يعترضون بشدة: «يا جماعة عيب ما يصحش».. !
كان الكابتن لطيف يعلق فى التليفزيون، هو وحده الذى يعلق، قبل أن ينضم إليه الأساتذة الرواد أمثاله. وكان معلقنا الكبير يحرص على تعليمنا قانون كرة القدم، وكان صوته معبرا وجميلا، ويتمتع بخفة ظل وتلقائية.. وهو الذى أدخل اللعبة إلى قلوب الملايين، كما أدخلها التليفزيون إلى عقول المشاهدين.. وكان الكابتن لطيف من أشهر نجوم الزمالك، لكنه شأن هذا الجيل، ينقل مباريات الأهلى والزمالك، فلا يمكن لأحد أن يشك فى موضوعيته وحياده وأمانته الإعلامية.. وأذكر أنه قال يوما قبل بدء مباراة للفريقين: « الكورة معانا.. واحنا اللى هانستر».. يومها مضت الجملة شأن كثير من الجمل التى تمضى بلا حساسية ولا تعليقات ولا حسابات.
كنا ندرك جيدا أن الانتماء قيمة بناءة، وأن الانتماء عصبية وقوة، وليس تعصبا، وكرة القدم تفجر هذا الانتماء وتظهره كنا نتدفق على الملعب فى مجموعات، وفى مواكب. أما خارج الملعب فيسود الصمت والسكون، والسيارات تتوقف مثل ضربات القلب والصمت يحتوى كل شىء. نشجع ونهتف ونغنى بحماس أثناء اللعب وبصوت مثل صوت الرعد، صوت منظم ومنغم ومحفوظ بواسطة قادة وقيادات، نفعل ذلك قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة. لا تهم النتيجة، ولا يهمنا من فاز ومن خسر المهم أننا تحمسنا وشجعنا واستمتعنا. الفائز أو الخاسر، وقد ذهب الحماس والانفعال بذهاب المباراة.. لا شىء يبقى سوى ذكرياتنا عن المباراة..
فى حب مباريات الأهلى والزمالك.. كانت لنا أيام.. لم يكن المجتمع قد لوثته نار الكراهية.. لم يكن شيطان التعصب قد عرف طريقه إلى عقولنا فى ذلك الوقت الذى يبدو بعيدا.. بعيدا.. جدا.
السبت 07 نوفمبر 2015, 3:30 pm من طرف alimaza
» جسر سان فرانسيسكو-أوكلاند
الخميس 18 سبتمبر 2014, 10:36 pm من طرف مؤسس المنتدى
» هندسة - الصف الثاني الاعدادي - مراجعة عامة الجزء الثاني
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:44 pm من طرف مؤسس المنتدى
» توابع خسارة السوبر .. 3 دقائق "نفسنة" زملكاوية علي الأهلي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:38 pm من طرف مؤسس المنتدى
» 19 سبتمبر
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:16 pm من طرف مؤسس المنتدى
» دفتر اليومية الامريكي مصمم بواسطة برنامج ال Excel بالعربي والانجليزي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:11 pm من طرف مؤسس المنتدى
» اكبر عضو فى جسم الانسان
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:18 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا ماء الاذن مر وماء العين مالح وماء الفم عذب
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:15 pm من طرف mohamed khafagy
» اذا قرصت نمله لاتقتلها بل اشكرها
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:06 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا تهاجر الطيور على شكل سبعه
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:03 pm من طرف mohamed khafagy
» خطورة إبقاء نصف بصلة في الثلاجة!
الخميس 20 ديسمبر 2012, 6:59 pm من طرف mohamed khafagy
» اتفاق مبدئي بين الداخلية واتحاد الكرة على عودة الدوري 24 أغسطس
الجمعة 19 أكتوبر 2012, 4:15 pm من طرف سيد النشار
» اتحاد الكرة يؤكد عودة الدوري في موعده المحدد
الأحد 15 يوليو 2012, 1:34 pm من طرف mohamed khafagy
» وزارة الداخلية ترفض عودة الدوري
الأحد 15 يوليو 2012, 1:26 pm من طرف mohamed khafagy
» حمادة طلبة يوقع للزمالك الأحد واحتمالات لمشاركته أمام الأهلي
الأحد 15 يوليو 2012, 1:24 pm من طرف mohamed khafagy