اليوم.. الأهلى والزمالك فى اللقاء المؤجل بينهما من الأسبوع الثامن للدورى الممتاز موسم 2010/2011.. هذا هو التوصيف العادى للمباراة باعتبارها مباراة من ضمن 240 مباراة يشهدها الموسم الكروى وباعتبارها مباراة من ضمن 30 مباراة لكل فريق منهما، لعب قبلها مباريات وسيلعب بعدها!.. لكن من سبقونا من الأجداد والآباء أطلقوا على هذه المباراة «لقاء القمة» والقمة لا تطلق إلا على كل ما هو كبير ومتميز ومتفرد ومتألق.. ولأن الفريقين جمعوا بين كل هذه المفردات فقد استحق لقاءهما معا هذا اللقب أو هذه التسمية!..لذلك ننتظر فى كل مباراة تجمع بينهما أن نشاهد تألقا فى الملعب من اللاعبين وتشجيعا حماسيا فى المدرجات من الجماهير وصراعا ومبارزة فنية على الخطوط من المدربين..

ننتظر محادثات كروية بين اللاعبين ومفاوضات بين المدربين لنرى من منهما الأقدر على فرض سيطرته وانتزاع أكبر قدر من الاستفادة على حساب الطرف الآخر.. ننتظر عزفا جماعيا يشجينا وفواصل من العزف المنفرد يطربنا، وكيف لا ننتظر ولدينا عازفون مهرة ولدينا أيضا من يملك القدرة على العزف المنفرد «صولو» فى جزء من اللحن مثل محمد بركات ومحمد أبو تريكة وشيكابالا وحازم إمام ومحمد إبراهيم؟..ننتظر قمة كل اللاعبين فيها لهم دورهم ولهم تواجدهم دون أن يكون أحدهم عالة على فريقه وسبب يأس جماهيره وكأنه مثل الأصبع السادسة فى اليد أو مثل الزائدة الدودية موجودة بلا حاجة لها بل أحيانا يكون وجودها سببا للآلام !..ننتظرها كما كنا نشاهدها فى زمن بعيد وقريب..

مدربون من الأجهزة الفنية للفريقين يتابعون ويتفوقون بخطط غير تقليدية وجمل تكتيكية وعندما يكون هناك خطأ أو نشاز فى الأداء يتدخلون فورا لتصحيح الأخطاء، ولاعبون يتألقون ويبدعون ويسجلون، لاعبون غير مصابين بالإنفلونزا الكروية التى تجعل الجسم خامدا غير قادر على الحركة والرشاقة والمرونة وترفع من درجة الهلوسة فنجد تمريرات مقطوعة وتسديدات طائشة تجعل من مقاعد المتفرجين هى الهدف وأعمدة الإنارة هى المرمى، وتصيب المدافعين وحارسى المرمى بزكام شديد يجعلهم غير قادرين على شم رائحة الخطورة فى المنافس.. لاعبون يدركون أن أى حركة أو همسة خارجة عن الروح الرياضية ستكون سببا فى أزمة.. ومتفرجون يلهبون حماس اللاعبين بالتشجيع، لقد تفرغوا لتشجيع لاعبيهم ومؤازرتهم وترديد الأغانى الخاصة بكل لاعب، شغلهم الغناء لنجومهم عن شتيمة منافسيهم..

لا نريد سماع عبارة «الأهداف مرفوعة مؤقتا من الخدمة» ولكن لا مانع من تقبل عبارة «حاول مرة أخرى».. والزملاء من الإعلاميين أرجو أن يشاركوا اليوم فى عيد القمة بالشكل الإيجابى سواء أثناء المباراة من خلال التعليق عليها أو بعد المباراة من خلال تحليل أحداثها خصوصا فى حالة هزيمة أحد الفريقين وفوز الآخر.. فلا عبارات سخرية من المهزوم ولا مدح للفائز زائدا عن الحد يثير الغضب، ولكن الفائز يأخذ حقه من الإشادة والمهزوم لا تطوله السخرية!.. ومهما كان مستوى الفريقين قبل المباراة فنحن نبحث عن المتعة الكروية منهما، لا نريد ونحن نجلس أمام الشاشات أو الجماهير فى المدرجات أن نخرج من المباراة مهمومين ونادمين على فلوس ضائعة وأعصاب محروقة ووقت مهدر!

وبالطبع الكل يسأل عن التشكيل المتوقع اليوم.. هو سؤال تقليدى قديم قدم لقاءات الفريقين.. ولكن يبقى للتوقع دائما أهميته عند الجماهير.. ومن باب التوقع نقول أن الزمالك سيلعب بعبد الواحد السيد وأمامه الرباعى عمر جابر وعمرو الصفتى ومحمود فتح الله ومحمد عبد الشافى وفى الوسط لاعبا ارتكاز هما حسن مصطفى وإبراهيم صلاح وفى الهجوم أحمد جعفر ومن خلفه الثلاثى شيكابالا وحسام عرفات وحازم إمام.. والأهلى سيلعب بأبوالسعود وأمامه ثلاثى القلب حسام غالى ووائل جمعة وأحمد السيد وشريف عبد الفضيل وسيد معوض وفى الوسط لاعب ارتكاز هما أحمد فتحى وشهاب الدين وفى الهجوم الثلاثى «محمد بركات وأبوتريكة وجدو».