أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، أمام الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي السابع للحزب إن نجاح الحزب الوطنى بأغلبية ساحقة فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة جاء نتيجة للتخطيط المدروس والجهد الكبير للحكومة والحزب طوال السنوات الخمس الماضية وهو ما لمسه المواطن المصرى لما تحقق من إنجازات في السنوات الأخيرة ومعدلات نمو حقيقية على الرغم من الأزمة المالية العالمية التي تعرض لها العالم والتى أثرت بالسلب على اقتصاديات الكثير من الدول المتقدمة.

وقال الدكتور نظيفـ فى بيانه أن توجيهات الرئيس مبارك فى خطابه أمام المؤتمر السنوى السابع للحزب الوطنى تضمنت محاور رئيسية للحكومة والحزب فى المرحلة القادمة لتحقيق التنمية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية وزيادة الإستثمارات.

وأكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء التزام الحكومة بتنفيذ جميع تكليفات الرئيس حسنى مبارك الخاصة برفع معدلات النمو الإقتصادى خلال السنوات الخمس القادمة بشكل متزايد للوصول إلى تحقيق تنمية مستدامة والتوسع فى الإستثمارات الصناعية فى مختلف المحافظات والعمل على تحسين الأجور وتحقيق التوازن بين الأجور والأسعار .

وجدد الدكتور نظيف -فى بيانه أمام الجلسة الختامية للمؤتمر السنوى السابع للحزب الوطنى اليوم -التزام الحكومة بمساندة الفلاح وتحقيق نقلة نوعية فى جودة التعليم وفى تحسين كافة الخدمات المتاحة للمواطنين والعمل على مضاعفة عدد المستفيدين من مظلة التأمين الإجتماعى والتوسع فى تطبيق اللامركزية .

وشدد رئيس الوزراء على أن الحكومة ستتصدى لاى خروج على الشرعية والقانون ومواجهة أى إعتداءات على أراضى الدولة ، لافتا إلى أن الحكومة ستستمر خلال العام القادم فى إستكمال تنفيذ البرنامج الإنتخابى للرئيس مبارك بنفس القوة والحماس ، كما ستبدأ فورا فى تنفيذ البرنامج الإنتخابى للحزب الوطنى .

كان رئيس الوزراء قد بدأ كلمته بتوجيه التحية للرئيس مبارك الذى قاد مسيرة الوطن محققا عزيته وكرامته ونهضته ومحققا للحزب الوطنى تقدمه وتميزه وإرتفاع مكانته بين جميع القوى السياسة .. مشيرا إلى أن الفوز الكاسح الذى حققه الحزب الوطنى فى إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة أكد ذلك ، كما أن تواجدالحزب فى الشارع المصرى بلغ درجة كبيرة من الإنتشار ومن الفهم والتقدير لدور الحزب ومكانته وتفاعله مع المواطنين فى كافة أنحاء مصر.

وقال رئيس الوزراء فى كلمته أمام مؤتمر الحزب الوطنى أن المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة لأنه يعقد فى ظل حراك مجتمعى كبير وظروف عالمية جديدة تتطلب ضرورة توظيف ذلك خلال المرحلة المقبلة ..مضيفا أن العالم يشهد حاليا إنحسارا للأزمة الإقتصادية العالمية والدخول فى مرحلة التعافى وهو ما يستلزم ضرورة أن ندخل مرحلة جديدة من مراحل التطور الإقتصادى والإجتماعى وهى مرحلة إستدامة النمو الإقتصادى المرتفع.

وأشار الدكتور نظيف إلى أن مصر كانت من الدول القليلة بين دول العالم التى لم تتأثر بالأزمة الإقتصادية العالمية بسبب تحقيق معدلات نمو عالية وضخ موارد كبيرة فى السوق الداخلى مؤكدا أن الحكومة تعتزم إستخدام أدوات غير تقليدية لدفع التنمية بما يحقق تنفيذ تكليفات الرئيس مبارك.

وذكر رئيس الوزراء أن توجيهات الرئيس مبارك بمحاورها الثلاثة هى توجه الحكومة فى المرحلة القادمة وتتمثل فى ضرورة وضع التنمية كهدف طموح وأن نصل بمعدل النمو الإقتصادى إلى 8% خلال السنوات الخمس القادمة ، والهدف الثانى تحقيق العدالة الإجتماعية وتوفير كافة الخدمات لجميع المواطنين وفق أعلى مستوى من الأداء والهدف الثالث الإستمرار فى عملية الإصلاح السياسى خاصة فيما يتعلق بالتحول من المركزية إلى اللامركزية كهدف رئيسى خلال المرحلة القادمة.

وأكد الدكتور أحمد نظيف فى كلمته أن هناك محددات ينبغى إتخاذها والعمل بها للوصول بمعدل النمو إلى 8\% منها السوق المحلى والذى بلغ معدل نموه خلال الأزمة العالمية 4\% لافتا إلى أن تحقيق الإستدامة يستلزم ضخ المزيد من الإستثمارات فى البنية الأساسية.. وأن هذا السوق رغم قدرته فهو ليس كافيا بمفرده حيث لابد أن نستهدف أسواقا أخرى وأن ندفع بالتصدير حتى يمكن جذب الإستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأضاف أن مصر نجحت خلال السنوات الماضية فى جذب إستثمارات أجنبية مباشرة بمعدلات عالية بلغت فى عام واحد قبل الأزمة المالية 13 مليار دولار، إلا أن تلك الإستثمارات إنخفضت إلى ستة مليارات دولار العام الماضى.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه مع تعافى العالم من الأزمة الإقتصادية لابد أن نبحث عن فرص جديدة للاستثمار ومصر لديها مميزات عديدة تتمتع بها منها الإستقرار الأمنى وتوافر المناخ المناسب للاستثمار.

وأضاف رئيس الوزراء القول.. أنه لدينا برامج كثيرة وجديدة وفرص ..مشيرا إلى تكليفات الرئيس مبارك خلال إجتماعه بمجلس الوزراء ومجلس المحافظين والتى أكد فيها بوضوح على ضرورة خلق فرص إستثمار حقيقية فى كل مكان على أرض مصر من الصعيد حتى محافظات الوجه البحرى وفى كل المجالات خاصة الصناعة.

وقال أنه فى ظل التوسع فى التنمية بالقطاع الزراعى أصبحت محدودة بسبب المياه، وإستطرد رئيس الوزراء القول .. ولكننا تمكنا أن نزيد من القيمة المضافة من الزراعة بسبل مختلفة فى مقدمتها تحسين أساليب الرى وتحسين التنمية فى الصحراء ورفع إنتاجية المحاصيل المختلفة ، وصولا لأمن غذائى أفضل ، كذلك التوسع فى صناعات كثيرة ومختلفة مثل الدواجن والألبان ، موضحا أن لدينا فرصا كبيرة للاستثمار فى مثل هذه المجالات .. فلدينا سوق قوته 80 مليون ، وهناك عشرات المليارات من الدولارات يمكن توفيرها من الإستيراد من الخارج لمثل هذه المنتجات ، كما أن مثل هذه الصناعات تتميز بأنها كثيفة العمالة.

وأستطرد الدكتور أحمد نظيف القول. أن الصناعة فى مصر تنمو بشكل متميز، وأننا إستطعنا تحقيق برنامج الألف مصنع ، ولكننا نريد ألف مصنع آخر ، والغاز سيصل الصعيد ، وكل هذه فرص جديدة للاستثمار ولإقامة مناطق صناعية جديدة ، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن المنطقة الصناعية شرق بورسعيد والتى تتميز بموقع فريد ، وكذلك المناطق الصناعية فى الصعيد ، مؤكدا على ضرورة تحقيق التكامل فى هذه المدن بحيث تكون هناك تنمية صناعية وزراعية وسياحية وإجتماعية من خلال منظومة واحدة .

وأكد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء على أهمية دور القطاع الخاص والمستثمرين فى إنشاء الوحدات السكنية الجديدة ، مشيرا إلى أن ذلك يحقق الربط بين الجانبين الاجتماعى والاقتصادى .

وأضاف أن هناك فرصا للاستثمار فى مشروعات البنية الأساسية سواء بمشروعات النقل أو الطاقة وغيرها من المشروعات ، مشيرا إلى أنه من أجل ذلك كان قانون المشاركة بين القطاع الخاص والحكومة ، حيث يعطى ذلك القانون دفعة كبيرة فى تنفيذ المشروعات ، خاصة القومية والعملاقة كإنشاء ومحطات الكهرباء ومحطات الصرف الصحى، والدولة تسدد بالتقسيط استثمارات التنفيذ على 30 أو 50 عاما حسب المشروع .

وأوضح رئيس الوزراء أن سياسات الحكومة نحو الطاقة واضحة حينما تعمل على زيادة إنتاج الطاقة ، مشيرا إلى ضرورة تحرير قطاع الطاقة خلال المرحلة المقبلة وقطاعات أخرى كثيرة مثلما حدث لقطاع الاتصالات لإعطاء دفعة قوية فى هذه القطاعات وتوفير فرص للاستثمار وجذب استثمارات أجنبية مباشرة ، كذلك تركز الحكومة خلال الفترة القادمة على تنويع مصادر الطاقة وخاصة المشروع القومى الذى أعلنه الرئيس مبارك بدخول مصر عصر الطاقة النووية .

ولفت إلى ضرورة تنفيذ سياسات لترشيد استخدام الطاقة ، مشيرا إلى ضرورة الاستثمار فى مجال البترول وأن مصر تهدف إلى أن تكون مركزا لتداول الطاقة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، مؤكدا أن مصر لديها فرص كبيرة جدا لتحقيق ذلك الهدف .