بنتين من مصر.. إحباط يفوق الواقع
كتب: مـحمــد نصــر
فيلم بنتين من مصر يتحدث عن صديقتين, واحدة منهن أمينة مكتبة بالجامعة والثانية طبيبة في احدي المستشفيات الحكومية.. الأولي(حنان)وتقوم بدورها الممثلة زينة.
وتجسد دور الصديقة والقريبة( داليا) الممثلة الأردنية صبا مبارك والاثنتان تنتميان الي أسر أقل من المتوسطة وأيضا هما بلا أب..
حتي الأم ليس لها دور فاعل في الأحداث فوجودها كعدمه.. وأما الإخوة الذكور فهم مغلبون علي أمرهم بلا عمل وبلا محاولات.. أي في حالة شلل كامل.
لو تكلمنا عن بطلتي الفيلم( حنان وداليا) فسنصطدم بحائط من الحظ العاثر.. فواحدة منها تحاول الزواج بشتي الطرق سواء بمحاولة لفت نظر زملائها والتمثيل أنها لا تقصد وأن هذا محض صدفة وإما بمحاولة التقدم في مكاتب تيسير الزواج لنفسها وصديقتها وقريبتها داليا والتي لا تعلم بذلك.. وتظل حنان تنتظر ولا أحد يجيب حتي أنها تبدأ بالاتصال بمكتب الزواج لتبدأ في مسلسل التنازلات في سبيل الحصول علي العريس فيمكن أن يكون42 عاما بدلا من36 وانها لا تريد سكنا خاصا ولا شبكة ولا تريد..... إلخ.. ولا أحد يستجيب بالرغم من جمالها الواضح وسنها المناسب( حيث إن30 سنة حاليا لا يمثل سنا كبيرة.. فهناك نسبة كبيرة يتزوجن بعد الخامسة والثلاثين).
بعد فترة يتقدم عريس لداليا عن طريق مكتب تيسير الزواج دون أي مواصفات تناسب طبيبة.. وبالرغم من ذلك توافق عليه لكن للأسف ديون هذا العريس تدفعه الي الهرب خارج مصر قبل وضع اسمه علي قوائم الممنوعين من السفر ويتلاشي الأمل مرة أخري وتعود داليا الي احباطها والي محادثة( جمال) الشاب الذي تعرفت عليه من خلال الانترنت والذي يسمي نفسه( اللامنتمي) ونعود الي حنان والتي ترشح لها رئيستها في العمل والتي تقوم بدورها الفنانة القديرة( سميرة عبدالعزيز) والتي تمارس دور الخاطبة التقليدية, أحد الشباب والذي يطلب منها أن تعرض نفسها علي أحد الأطباء للتأكد من عذريتها وتوافق حنان لرغبتها في الزواج وبالرغم من ذلك يعتذر لها عن إكمال الزواج.. فتدخل حنان في دوامة نزيف لتعرف بعد التحاليل انه بسبب ورم حميد في الرحم لكنها مضطرة لاستئصاله خوفا من التطورات ويهاجر قريب حنان الذي يري ان مصر بلد ليس لها مستقبل ويبصق عليها في منديل ويلقيه بعنف في سلة المهملات داخل المطار, في لقطة واضحة نفذت بحرفية للهرب من الرقابة, ويحاول أخو داليا السفر للخارج ليعود كسيحا بعد غرق العبارة وموت صديقه ليجلس في المنزل الي جوار أمه كما كان يفعل من قبل.
كمية من الأحباط ينوء بحملها فيلم واحد لكنها في عمومها بها جزء كبير من الواقع.. فهذا حال نسبة كبيرة من الشباب لكن ألا يوجد بصيص أمل واحد في وسط هذا الظلام.. إذا كان هذا هو حال بنتين من مصر تتمتعان بقدر من الجمال والعلم والثقافة فماذا عن باقي بنات مصر اللائي يتمتعن بمثل هذه المزايا.. وإذا كانت هذه هي نماذج الشباب الموجود في مصر فأين الشاب المصري المكافح والمثابر والذي استطاع أن يتزوج ويفتح بيتا وينجب أولادا( تزيد من عدد سكاننا) فهذه نماذج موجودة ومتكررة حتي ولو كانت قليلة.. لكن مخرج الفيلم ومؤلفه ضنا علينا بهذه النماذج المتفائلة والباعثة علي الأمل والحياة.. كما ضن علينا حتي بمشهد الفرح الوحيد لصديقتهم والتي استطاعت أن تتزوج وحتي لم يخبرنا المخرج عن ملابسات هذا الزواج الفائق الندرة داخل فيلمه.
الفيلم مصنوع بشكل جيد وهو التجربة الثالثة لمخرجه ومؤلفه محمد أمين بعد فيلم ثقافي وليلة سقوط بغداد واستطاع أن يقدم لنا في الفيلم وجبة دسمة منضبطة تنتمي الي الواقع بنسبة كبيرة برغم اختلافي معه في عدم طرح نماذج تختلف عن النماذج المقهورة التي طرحها في فيلمه.. فهذا كان سيثري الفيلم ويؤكد مأساة الآخرين.. وكان الإيقاع منضبطا في أغلب المشاهد لكنه كان يهرب منه في بعض الأحيان.. وبرغم الافاق السياسية والانسانية المقفلة.. ورغم تصوير توحش النظام في قتل الروح لدي الأجيال الشابة وإقفال المستقبل فإن الفيلم جيد.
كتب: مـحمــد نصــر
فيلم بنتين من مصر يتحدث عن صديقتين, واحدة منهن أمينة مكتبة بالجامعة والثانية طبيبة في احدي المستشفيات الحكومية.. الأولي(حنان)وتقوم بدورها الممثلة زينة.
وتجسد دور الصديقة والقريبة( داليا) الممثلة الأردنية صبا مبارك والاثنتان تنتميان الي أسر أقل من المتوسطة وأيضا هما بلا أب..
حتي الأم ليس لها دور فاعل في الأحداث فوجودها كعدمه.. وأما الإخوة الذكور فهم مغلبون علي أمرهم بلا عمل وبلا محاولات.. أي في حالة شلل كامل.
لو تكلمنا عن بطلتي الفيلم( حنان وداليا) فسنصطدم بحائط من الحظ العاثر.. فواحدة منها تحاول الزواج بشتي الطرق سواء بمحاولة لفت نظر زملائها والتمثيل أنها لا تقصد وأن هذا محض صدفة وإما بمحاولة التقدم في مكاتب تيسير الزواج لنفسها وصديقتها وقريبتها داليا والتي لا تعلم بذلك.. وتظل حنان تنتظر ولا أحد يجيب حتي أنها تبدأ بالاتصال بمكتب الزواج لتبدأ في مسلسل التنازلات في سبيل الحصول علي العريس فيمكن أن يكون42 عاما بدلا من36 وانها لا تريد سكنا خاصا ولا شبكة ولا تريد..... إلخ.. ولا أحد يستجيب بالرغم من جمالها الواضح وسنها المناسب( حيث إن30 سنة حاليا لا يمثل سنا كبيرة.. فهناك نسبة كبيرة يتزوجن بعد الخامسة والثلاثين).
بعد فترة يتقدم عريس لداليا عن طريق مكتب تيسير الزواج دون أي مواصفات تناسب طبيبة.. وبالرغم من ذلك توافق عليه لكن للأسف ديون هذا العريس تدفعه الي الهرب خارج مصر قبل وضع اسمه علي قوائم الممنوعين من السفر ويتلاشي الأمل مرة أخري وتعود داليا الي احباطها والي محادثة( جمال) الشاب الذي تعرفت عليه من خلال الانترنت والذي يسمي نفسه( اللامنتمي) ونعود الي حنان والتي ترشح لها رئيستها في العمل والتي تقوم بدورها الفنانة القديرة( سميرة عبدالعزيز) والتي تمارس دور الخاطبة التقليدية, أحد الشباب والذي يطلب منها أن تعرض نفسها علي أحد الأطباء للتأكد من عذريتها وتوافق حنان لرغبتها في الزواج وبالرغم من ذلك يعتذر لها عن إكمال الزواج.. فتدخل حنان في دوامة نزيف لتعرف بعد التحاليل انه بسبب ورم حميد في الرحم لكنها مضطرة لاستئصاله خوفا من التطورات ويهاجر قريب حنان الذي يري ان مصر بلد ليس لها مستقبل ويبصق عليها في منديل ويلقيه بعنف في سلة المهملات داخل المطار, في لقطة واضحة نفذت بحرفية للهرب من الرقابة, ويحاول أخو داليا السفر للخارج ليعود كسيحا بعد غرق العبارة وموت صديقه ليجلس في المنزل الي جوار أمه كما كان يفعل من قبل.
كمية من الأحباط ينوء بحملها فيلم واحد لكنها في عمومها بها جزء كبير من الواقع.. فهذا حال نسبة كبيرة من الشباب لكن ألا يوجد بصيص أمل واحد في وسط هذا الظلام.. إذا كان هذا هو حال بنتين من مصر تتمتعان بقدر من الجمال والعلم والثقافة فماذا عن باقي بنات مصر اللائي يتمتعن بمثل هذه المزايا.. وإذا كانت هذه هي نماذج الشباب الموجود في مصر فأين الشاب المصري المكافح والمثابر والذي استطاع أن يتزوج ويفتح بيتا وينجب أولادا( تزيد من عدد سكاننا) فهذه نماذج موجودة ومتكررة حتي ولو كانت قليلة.. لكن مخرج الفيلم ومؤلفه ضنا علينا بهذه النماذج المتفائلة والباعثة علي الأمل والحياة.. كما ضن علينا حتي بمشهد الفرح الوحيد لصديقتهم والتي استطاعت أن تتزوج وحتي لم يخبرنا المخرج عن ملابسات هذا الزواج الفائق الندرة داخل فيلمه.
الفيلم مصنوع بشكل جيد وهو التجربة الثالثة لمخرجه ومؤلفه محمد أمين بعد فيلم ثقافي وليلة سقوط بغداد واستطاع أن يقدم لنا في الفيلم وجبة دسمة منضبطة تنتمي الي الواقع بنسبة كبيرة برغم اختلافي معه في عدم طرح نماذج تختلف عن النماذج المقهورة التي طرحها في فيلمه.. فهذا كان سيثري الفيلم ويؤكد مأساة الآخرين.. وكان الإيقاع منضبطا في أغلب المشاهد لكنه كان يهرب منه في بعض الأحيان.. وبرغم الافاق السياسية والانسانية المقفلة.. ورغم تصوير توحش النظام في قتل الروح لدي الأجيال الشابة وإقفال المستقبل فإن الفيلم جيد.
السبت 07 نوفمبر 2015, 3:30 pm من طرف alimaza
» جسر سان فرانسيسكو-أوكلاند
الخميس 18 سبتمبر 2014, 10:36 pm من طرف مؤسس المنتدى
» هندسة - الصف الثاني الاعدادي - مراجعة عامة الجزء الثاني
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:44 pm من طرف مؤسس المنتدى
» توابع خسارة السوبر .. 3 دقائق "نفسنة" زملكاوية علي الأهلي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:38 pm من طرف مؤسس المنتدى
» 19 سبتمبر
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:16 pm من طرف مؤسس المنتدى
» دفتر اليومية الامريكي مصمم بواسطة برنامج ال Excel بالعربي والانجليزي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:11 pm من طرف مؤسس المنتدى
» اكبر عضو فى جسم الانسان
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:18 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا ماء الاذن مر وماء العين مالح وماء الفم عذب
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:15 pm من طرف mohamed khafagy
» اذا قرصت نمله لاتقتلها بل اشكرها
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:06 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا تهاجر الطيور على شكل سبعه
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:03 pm من طرف mohamed khafagy
» خطورة إبقاء نصف بصلة في الثلاجة!
الخميس 20 ديسمبر 2012, 6:59 pm من طرف mohamed khafagy
» اتفاق مبدئي بين الداخلية واتحاد الكرة على عودة الدوري 24 أغسطس
الجمعة 19 أكتوبر 2012, 4:15 pm من طرف سيد النشار
» اتحاد الكرة يؤكد عودة الدوري في موعده المحدد
الأحد 15 يوليو 2012, 1:34 pm من طرف mohamed khafagy
» وزارة الداخلية ترفض عودة الدوري
الأحد 15 يوليو 2012, 1:26 pm من طرف mohamed khafagy
» حمادة طلبة يوقع للزمالك الأحد واحتمالات لمشاركته أمام الأهلي
الأحد 15 يوليو 2012, 1:24 pm من طرف mohamed khafagy