أصول الحياة السعيدة بين الزوجين
حسن العشرة بين الزوجين:
قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:19)، وقال الله -عز وجل-: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) (البقرة:237).
فعلى الزوجين معًا أن يستحضرا في تعاملهما المودة والرحمة، ثم إنْ حدث تقصير أو سوء تصرف فلا ينسيا الإحسان بينهما، فإن القرآن يظل يلاحق هذه القلوب كي تصفو وترق وتخلو من كل شائبة، (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يلاحقها باستجاشة شعور التقوى، ويلاحقها باستجاشة شعور السماحة والتفضل، ويلاحقها باستجاشة شعور مراقبة الله؛ ليسود التجمل والتفضل جو هذه العلاقة ناجحة كانت أم خائبة، ولتبقى القلوب نقية خالصة صافية، موصولة بالله في كل حال.
ومن حسن العشرةمؤانسة الزوجة وإدخال السرور عليها وملاطفتها بشيء من اللهو المباح، فعن عائشة -رضي الله عنها-: أنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ: (هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
وعنها -رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ يُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ حَتَّى يَقُولَ: (دَعِي لِي). وَأَقُولُ أَنَا دَعْ لِي. (رواه النسائي، وأصله في الصحيحين).
وعنها رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ. (رواه مسلم). العَرْق: بفتح العين المهملة وسكون الراء، هو العظم الذي عليه بقية من اللحم.
قال ابن كثير رحمه الله- في قوله تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ): "أي:طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة:228)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم- أنه جميل العشرة دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك، قالت: سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم- فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني، فقال: (هَذِهِ بِتِلْكَ)، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم-، وقد قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب:21)" (تفسير القرآن العظيم:1/477).
ومن حسن العشرة الإحسان إلى الزوجة،وعدم الإساءة إليها أو إلى أبويها، وألا يضرب الوجه أو يقبح، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وعن عمرو بن الأحوص أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع: (أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني)، وعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال في حق الزوجة: (وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ) (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني).
ولو استحضرنا هذا الأصل في التعامل بين الزوجين لعالجنا الأخطاء الزوجية بيسر كما عالجها النبي صلى الله عليه وسلم-،فينبغي التماس المعاذير، وتقديم حسن الظن، والتعامي عن الهفوات، والمسارعة إلى الاعتذار إن تبين الخطأ.
عن أنس رضي الله عنه- قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: (غَارَتْ أُمُّكُمْ)، ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِىَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ. (رواه البخاري).
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم- الرجل أن يتفهم طبيعة المرأة، بأن يتنزل إلى اعوجاجها، لا أن يحاول تقويم طبيعتها النسائية التي خلقها الله عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا).
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا) (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) (رواه مسلم).
قال الشوكاني رحمه الله-: "فيه الإرشاد إلى حسن العشرة، والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خُلُق من أخلاقها، فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها، وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة" (نيل الأوطار:6/358).
قال ابن عباس رضي الله عنهما-: "إني لأتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي".
وكان من وصية أبي الدرداء لامرأته رضي الله عنه-: "إذا رأيتني غضبت فَرَضّني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب".
وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: "أقامت أم صالح معي عشرين سنة, فما اختلفت أنا وهي في كلمة"..
والمرأة العاقلة هي التي تسترضي زوجها وتستعتبه إذا غضب، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟). قلنا: بلى يا رسول الله. قال: (ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
فانظري أيتها المسلمة كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم- من صفات الزوجة الصالحة أن تطيب خاطر زوجها، وأن تبادر في الإحسان إليه حتى وإن كانت هي التي أسيء إليها، وتلك درجة لا يصل إليها إلا القليل.
وما أجمل ما نقل عن سُعدى زوجة طلحة بن عبيد الله؛ فعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت: "دخلت يومًا على طلحة فرأيت منه ثقلاً، فقلت له: ما لك لعله رابك منا شيء فنُعتِبُك؟ قال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنتِ، ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به. قالت: وما يغمك منه؟ ادع قومك فاقسمه بينهم. فقال: يا غلام علي بقومي. فسألت الخازن: كم قسم؟ قال: أربعمائة ألف".
وانظري كيف اهتمت لغم زوجها، وظنت أنه بسببها، فأجملت في العتبى فأجمل لها في الرد
[center]
حسن العشرة بين الزوجين:
قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:19)، وقال الله -عز وجل-: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) (البقرة:237).
فعلى الزوجين معًا أن يستحضرا في تعاملهما المودة والرحمة، ثم إنْ حدث تقصير أو سوء تصرف فلا ينسيا الإحسان بينهما، فإن القرآن يظل يلاحق هذه القلوب كي تصفو وترق وتخلو من كل شائبة، (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يلاحقها باستجاشة شعور التقوى، ويلاحقها باستجاشة شعور السماحة والتفضل، ويلاحقها باستجاشة شعور مراقبة الله؛ ليسود التجمل والتفضل جو هذه العلاقة ناجحة كانت أم خائبة، ولتبقى القلوب نقية خالصة صافية، موصولة بالله في كل حال.
ومن حسن العشرةمؤانسة الزوجة وإدخال السرور عليها وملاطفتها بشيء من اللهو المباح، فعن عائشة -رضي الله عنها-: أنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ: (هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
وعنها -رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ يُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ حَتَّى يَقُولَ: (دَعِي لِي). وَأَقُولُ أَنَا دَعْ لِي. (رواه النسائي، وأصله في الصحيحين).
وعنها رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ. (رواه مسلم). العَرْق: بفتح العين المهملة وسكون الراء، هو العظم الذي عليه بقية من اللحم.
قال ابن كثير رحمه الله- في قوله تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ): "أي:طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة:228)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم- أنه جميل العشرة دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك، قالت: سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم- فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني، فقال: (هَذِهِ بِتِلْكَ)، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم-، وقد قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب:21)" (تفسير القرآن العظيم:1/477).
ومن حسن العشرة الإحسان إلى الزوجة،وعدم الإساءة إليها أو إلى أبويها، وألا يضرب الوجه أو يقبح، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وعن عمرو بن الأحوص أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع: (أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني)، وعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال في حق الزوجة: (وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ) (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني).
ولو استحضرنا هذا الأصل في التعامل بين الزوجين لعالجنا الأخطاء الزوجية بيسر كما عالجها النبي صلى الله عليه وسلم-،فينبغي التماس المعاذير، وتقديم حسن الظن، والتعامي عن الهفوات، والمسارعة إلى الاعتذار إن تبين الخطأ.
عن أنس رضي الله عنه- قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: (غَارَتْ أُمُّكُمْ)، ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِىَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ. (رواه البخاري).
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم- الرجل أن يتفهم طبيعة المرأة، بأن يتنزل إلى اعوجاجها، لا أن يحاول تقويم طبيعتها النسائية التي خلقها الله عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا).
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا) (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) (رواه مسلم).
قال الشوكاني رحمه الله-: "فيه الإرشاد إلى حسن العشرة، والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خُلُق من أخلاقها، فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها، وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة" (نيل الأوطار:6/358).
قال ابن عباس رضي الله عنهما-: "إني لأتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي".
وكان من وصية أبي الدرداء لامرأته رضي الله عنه-: "إذا رأيتني غضبت فَرَضّني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب".
وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: "أقامت أم صالح معي عشرين سنة, فما اختلفت أنا وهي في كلمة"..
والمرأة العاقلة هي التي تسترضي زوجها وتستعتبه إذا غضب، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟). قلنا: بلى يا رسول الله. قال: (ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
فانظري أيتها المسلمة كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم- من صفات الزوجة الصالحة أن تطيب خاطر زوجها، وأن تبادر في الإحسان إليه حتى وإن كانت هي التي أسيء إليها، وتلك درجة لا يصل إليها إلا القليل.
وما أجمل ما نقل عن سُعدى زوجة طلحة بن عبيد الله؛ فعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت: "دخلت يومًا على طلحة فرأيت منه ثقلاً، فقلت له: ما لك لعله رابك منا شيء فنُعتِبُك؟ قال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنتِ، ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به. قالت: وما يغمك منه؟ ادع قومك فاقسمه بينهم. فقال: يا غلام علي بقومي. فسألت الخازن: كم قسم؟ قال: أربعمائة ألف".
وانظري كيف اهتمت لغم زوجها، وظنت أنه بسببها، فأجملت في العتبى فأجمل لها في الرد
[center]
السبت 07 نوفمبر 2015, 3:30 pm من طرف alimaza
» جسر سان فرانسيسكو-أوكلاند
الخميس 18 سبتمبر 2014, 10:36 pm من طرف مؤسس المنتدى
» هندسة - الصف الثاني الاعدادي - مراجعة عامة الجزء الثاني
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:44 pm من طرف مؤسس المنتدى
» توابع خسارة السوبر .. 3 دقائق "نفسنة" زملكاوية علي الأهلي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:38 pm من طرف مؤسس المنتدى
» 19 سبتمبر
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:16 pm من طرف مؤسس المنتدى
» دفتر اليومية الامريكي مصمم بواسطة برنامج ال Excel بالعربي والانجليزي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:11 pm من طرف مؤسس المنتدى
» اكبر عضو فى جسم الانسان
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:18 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا ماء الاذن مر وماء العين مالح وماء الفم عذب
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:15 pm من طرف mohamed khafagy
» اذا قرصت نمله لاتقتلها بل اشكرها
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:06 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا تهاجر الطيور على شكل سبعه
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:03 pm من طرف mohamed khafagy
» خطورة إبقاء نصف بصلة في الثلاجة!
الخميس 20 ديسمبر 2012, 6:59 pm من طرف mohamed khafagy
» اتفاق مبدئي بين الداخلية واتحاد الكرة على عودة الدوري 24 أغسطس
الجمعة 19 أكتوبر 2012, 4:15 pm من طرف سيد النشار
» اتحاد الكرة يؤكد عودة الدوري في موعده المحدد
الأحد 15 يوليو 2012, 1:34 pm من طرف mohamed khafagy
» وزارة الداخلية ترفض عودة الدوري
الأحد 15 يوليو 2012, 1:26 pm من طرف mohamed khafagy
» حمادة طلبة يوقع للزمالك الأحد واحتمالات لمشاركته أمام الأهلي
الأحد 15 يوليو 2012, 1:24 pm من طرف mohamed khafagy