محمود شكر محمود الجبوري:
لقد شهدت الكتابة العربية تطورات في الصيغ (الاساليب) وخصوصا فيما بعد منتصف العصر الاموي واوائل العصر العباسي، عندما بدأ الخطاط الشامي (قطبة المحرر) وتلامذته في الشام، وسواهم في تبسيط الكتابة العربية من (تعقيد) المسارات الهندسية (وهو اسلوب الخط الكوفي)
في رسم اشكال الحروف صوب الاسلوب الفني المرن الذي نقله مجموعة من الخطاطين من امثال (الضحاك بن عجلان) وبعده (اسحق بن حماد الكاتب) وتلامذته لتنشأ المدرسة البغدادية.
ولا نريد ان نغمط حق مدارس التجويد الاولى، وهي المدرسة الشامية التي تلقت عن قطبة المحرر، والمدرسة العراقية العباسية التي نبغ فيها كثير من مجودي الخط والمبدعين فيه.
وهذه المدارس الاولى هي التي ابلغت الكتابة العربية اولى المنازل التي اتصفت فيها بالجمال، وهي التي وضعت معايير الكتابة وافاضت في احكام هذه المعايير.
ان بغداد كانت عاصمة الدولة العربية والاسلامية ومركز العلم والادب والفن وكانت بغداد مهوى ارباب الذوق والحس يحرص كل واحد على زيارة بغداد وكتب الرجال والتراجم طافحة باسماء الاعلام في مختلف العلوم والآداب والفنون الذين قصدوا بغداد، واغترفوا من مناهلها، وعادوا الى بلادهم وهم متشبعون بالآراء و القواعد في الفقه واللغة والفن وكان الخط العربي ارقى مظاهر هذه الفنون.
ان اشهر مجودي الخط الجميل، وكاتبيه والمتفننين الاوائل الذين تفردوا بهذا الفرع من الفنون الرفيعة، قد نشأوا في مدينة السلام، وفيها برعوا بخطوطهم وظهرت مواهبهم.
ولا نجد في حواضر العالم الاسلامي مدينة انجبت من الخطاطين البارعين الكبار كمدينة بغداد فتاريخها حافل بالامجاد الفنية والاعلام البارزين في الخط العربي.
ونحن نتحدث عن ارتقاء الخط العربي وتطوره في بغداد.
بودي ان اشير الى انواع الخطوط العربية التي ظهرت في هذه الفترة الزمنية (اي في العصر العباسي) مع ذكر اسماء اشهر الخطاطين الذين كتبوا بهذه الاقلام او هذه الخطوط.
ولقد تحدث (ابن النديم في كتابه الفهرست) عن هذه الاقلام والخطوط (يمكن للراغبين الرجوع الى هذا المصدر).
وقد شاع في العراق في عهد الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين في بغداد والتي حذقها ياقوت المستعصمي هي الاقلام الستة اضافة للخط الكوفي وهذه الاقلام هي خط الثلث وخط النسخ والخط المحقق والخط الريحاني وخط التوقيع والرقاع.
وقد كتبت بهذه الخطوط مجموعة كبيرة من الخطاطين المجودين في بغداد خاصة، مركز الاشعاع الحضاري في حينها، من امثال:
اليزيدي (ت 310 هـ) وابن مقلة الوزير (ت 328 هـ) وابن مقلة الاخ الخطاط (ت 338 هـ) ومهلهل بن احمد (ت 347 هـ) وابن اسد (ت 410 هـ) والسمسماني (ت 415 هـ) وابن البواب (ت 413 هـ) وغيرهم.
ولقد تيسرت لفن الخط وسائله في بغداد وتهيأت الاسباب الكفيلة من حب للحرف ومران على كتابته وتشجيع لمن يتميز باصوله، ومعرفة باساليب تطويره، وعشق لكل يد تتحرك لرسم نقاطه وفق القاعدة الموروثة ولعل هذه الاسباب وغيرها كانت وراء الامتداد الزمني الواضح والوعي الفني الامين لمدرسة عريقة واصول جمالية متميزة للقاعدة البغدادية التي شهدت بواكير حركة التدوين وهي تتسع لكل صنوف المعرفة وتشمل ابوابا وضروبا مختلفة، فكبرت في رحابها صورة الفن وعرفت مجالس علمائها اروقة الكتابة، وهم يتوارثون اصول الخط ويجيدون فنونه، ويبدعون في تطوير اساليبه.
ولقد عنيت بغداد بتجويد الخط العربي، وتفننت بتراكيبه وهذّبت اوضاعه، وحال الخط فيها الى الاجادة في الرسوم وجمال الرونق وحسن الرواء.
وظل الخطاطون فيها محافظين على اصول الخطوط البغدادية وقواعدها التي وضعها ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي.
وبفضل جهود هؤلاء الرواد صـارت مدرسة بغداد الخطية من المدارس المشهورة في العالم العربي والاسلامي، ولم تقتصر المدرسة البغدادية على البراعة في الخط، وانما عرفت بالمذهبين للمصاحف والمجلدين الذي عرفوا بهذه الحرفة.
لقد شهدت الكتابة العربية تطورات في الصيغ (الاساليب) وخصوصا فيما بعد منتصف العصر الاموي واوائل العصر العباسي، عندما بدأ الخطاط الشامي (قطبة المحرر) وتلامذته في الشام، وسواهم في تبسيط الكتابة العربية من (تعقيد) المسارات الهندسية (وهو اسلوب الخط الكوفي)
في رسم اشكال الحروف صوب الاسلوب الفني المرن الذي نقله مجموعة من الخطاطين من امثال (الضحاك بن عجلان) وبعده (اسحق بن حماد الكاتب) وتلامذته لتنشأ المدرسة البغدادية.
ولا نريد ان نغمط حق مدارس التجويد الاولى، وهي المدرسة الشامية التي تلقت عن قطبة المحرر، والمدرسة العراقية العباسية التي نبغ فيها كثير من مجودي الخط والمبدعين فيه.
وهذه المدارس الاولى هي التي ابلغت الكتابة العربية اولى المنازل التي اتصفت فيها بالجمال، وهي التي وضعت معايير الكتابة وافاضت في احكام هذه المعايير.
ان بغداد كانت عاصمة الدولة العربية والاسلامية ومركز العلم والادب والفن وكانت بغداد مهوى ارباب الذوق والحس يحرص كل واحد على زيارة بغداد وكتب الرجال والتراجم طافحة باسماء الاعلام في مختلف العلوم والآداب والفنون الذين قصدوا بغداد، واغترفوا من مناهلها، وعادوا الى بلادهم وهم متشبعون بالآراء و القواعد في الفقه واللغة والفن وكان الخط العربي ارقى مظاهر هذه الفنون.
ان اشهر مجودي الخط الجميل، وكاتبيه والمتفننين الاوائل الذين تفردوا بهذا الفرع من الفنون الرفيعة، قد نشأوا في مدينة السلام، وفيها برعوا بخطوطهم وظهرت مواهبهم.
ولا نجد في حواضر العالم الاسلامي مدينة انجبت من الخطاطين البارعين الكبار كمدينة بغداد فتاريخها حافل بالامجاد الفنية والاعلام البارزين في الخط العربي.
ونحن نتحدث عن ارتقاء الخط العربي وتطوره في بغداد.
بودي ان اشير الى انواع الخطوط العربية التي ظهرت في هذه الفترة الزمنية (اي في العصر العباسي) مع ذكر اسماء اشهر الخطاطين الذين كتبوا بهذه الاقلام او هذه الخطوط.
ولقد تحدث (ابن النديم في كتابه الفهرست) عن هذه الاقلام والخطوط (يمكن للراغبين الرجوع الى هذا المصدر).
وقد شاع في العراق في عهد الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين في بغداد والتي حذقها ياقوت المستعصمي هي الاقلام الستة اضافة للخط الكوفي وهذه الاقلام هي خط الثلث وخط النسخ والخط المحقق والخط الريحاني وخط التوقيع والرقاع.
وقد كتبت بهذه الخطوط مجموعة كبيرة من الخطاطين المجودين في بغداد خاصة، مركز الاشعاع الحضاري في حينها، من امثال:
اليزيدي (ت 310 هـ) وابن مقلة الوزير (ت 328 هـ) وابن مقلة الاخ الخطاط (ت 338 هـ) ومهلهل بن احمد (ت 347 هـ) وابن اسد (ت 410 هـ) والسمسماني (ت 415 هـ) وابن البواب (ت 413 هـ) وغيرهم.
ولقد تيسرت لفن الخط وسائله في بغداد وتهيأت الاسباب الكفيلة من حب للحرف ومران على كتابته وتشجيع لمن يتميز باصوله، ومعرفة باساليب تطويره، وعشق لكل يد تتحرك لرسم نقاطه وفق القاعدة الموروثة ولعل هذه الاسباب وغيرها كانت وراء الامتداد الزمني الواضح والوعي الفني الامين لمدرسة عريقة واصول جمالية متميزة للقاعدة البغدادية التي شهدت بواكير حركة التدوين وهي تتسع لكل صنوف المعرفة وتشمل ابوابا وضروبا مختلفة، فكبرت في رحابها صورة الفن وعرفت مجالس علمائها اروقة الكتابة، وهم يتوارثون اصول الخط ويجيدون فنونه، ويبدعون في تطوير اساليبه.
ولقد عنيت بغداد بتجويد الخط العربي، وتفننت بتراكيبه وهذّبت اوضاعه، وحال الخط فيها الى الاجادة في الرسوم وجمال الرونق وحسن الرواء.
وظل الخطاطون فيها محافظين على اصول الخطوط البغدادية وقواعدها التي وضعها ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي.
وبفضل جهود هؤلاء الرواد صـارت مدرسة بغداد الخطية من المدارس المشهورة في العالم العربي والاسلامي، ولم تقتصر المدرسة البغدادية على البراعة في الخط، وانما عرفت بالمذهبين للمصاحف والمجلدين الذي عرفوا بهذه الحرفة.
السبت 07 نوفمبر 2015, 3:30 pm من طرف alimaza
» جسر سان فرانسيسكو-أوكلاند
الخميس 18 سبتمبر 2014, 10:36 pm من طرف مؤسس المنتدى
» هندسة - الصف الثاني الاعدادي - مراجعة عامة الجزء الثاني
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:44 pm من طرف مؤسس المنتدى
» توابع خسارة السوبر .. 3 دقائق "نفسنة" زملكاوية علي الأهلي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:38 pm من طرف مؤسس المنتدى
» 19 سبتمبر
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:16 pm من طرف مؤسس المنتدى
» دفتر اليومية الامريكي مصمم بواسطة برنامج ال Excel بالعربي والانجليزي
الخميس 18 سبتمبر 2014, 9:11 pm من طرف مؤسس المنتدى
» اكبر عضو فى جسم الانسان
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:18 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا ماء الاذن مر وماء العين مالح وماء الفم عذب
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:15 pm من طرف mohamed khafagy
» اذا قرصت نمله لاتقتلها بل اشكرها
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:06 pm من طرف mohamed khafagy
» لماذا تهاجر الطيور على شكل سبعه
الخميس 20 ديسمبر 2012, 7:03 pm من طرف mohamed khafagy
» خطورة إبقاء نصف بصلة في الثلاجة!
الخميس 20 ديسمبر 2012, 6:59 pm من طرف mohamed khafagy
» اتفاق مبدئي بين الداخلية واتحاد الكرة على عودة الدوري 24 أغسطس
الجمعة 19 أكتوبر 2012, 4:15 pm من طرف سيد النشار
» اتحاد الكرة يؤكد عودة الدوري في موعده المحدد
الأحد 15 يوليو 2012, 1:34 pm من طرف mohamed khafagy
» وزارة الداخلية ترفض عودة الدوري
الأحد 15 يوليو 2012, 1:26 pm من طرف mohamed khafagy
» حمادة طلبة يوقع للزمالك الأحد واحتمالات لمشاركته أمام الأهلي
الأحد 15 يوليو 2012, 1:24 pm من طرف mohamed khafagy